عندما أرى شغف طالباتي، وأستمع لأسئلتهن وأراقب محاولاتهن البحث عن إجابات لما حدث معهن بالتجربة، أزداد يقينا أن هؤلاء الطالبات يمكن أن يكن عالمات المستقبل. لطالما طرحت سؤالا وأجد لديهن أكثر من إجابة، تليها محاولات لإثبات فرضيتهن وتجربتها في سبيل التوصل لنتيجة.
كما أن التحاقي بدبلوم التأهيل التربوي أعاد الحياة الى قلبي والحب للطالبات والرغبة في توصيل المعلومة ودفع الطالبات للبحث، قديما كنت أقوم بجميع التجارب والأنشطة في الكتاب واضيف أنشطة اثرائية لها ولكني لم أشعر بهذا القدر من الاستمتاع ولا مقدار السعادة على وجوههن. وقد صرت حريصة على كتابة طالباتي لتأملاتهن للحصة.
كل هذا دفعني للقيام بهذا المشروع الذي هدف ” إلى دراسة أثر تفعيل العمل المخبري على دافعية الطالبات نحو العلوم على حياتهن اليومية “والعينة المختارة طالبات الصف الرابع في مدرسة بنات دير السودان الثانوية حيث تم معاملة الطالبات عالمات، فتحضر كل مجموعة المواد والأدوات اللازمة بهدف إيجاد الدافعية لديهن لما سيقمن به من تجارب ومن ثم يعملن التجربة ويسجلن ملاحظاتهن واستنتاجاتهن. وأطلب منهن البحث عن ظواهر وتجارب على الظاهرة التي ندرسها. وتم تقييم الطالبات باستخدام سلالم التقدير وأوراق العمل وطرح الأسئلة المفتوحة والمناقشة. وقمت بتوزيع استبانة على طالبات الصف الرابع وبعض الأمهات لقياس أثر عمل التجارب على الطالبات وحياتهن وأكدت الطالبات على ما يلي:
1- مساهمة التجارب في حل مشاكل تواجههن في حياتهن.
2- عدم وجود صعوبة لديهن في عمل التجارب.
3- التطبيق العملي أفضل من الشرح النظري ومن مشاهدة التجربة.
5- ارتفاع التحصيل الأكاديمي.
وأكدت الأمهات على سرعة حفظ بناتهن للمادة الدراسية التي عملت فيها الطالبات التجارب.
لاحظت ارتفاع تحصيل الطالبات الأكاديمي ودافعيتهن نحو العلوم، ونحو البحث والاستكشاف، لذلك اوصي كل معلم بان يعامل طلابه كالعلماء لان كل طالب بداخله حب الفضول والبحث ولكنه بحاجة لمن يساعده على استغلال هذا الفضول في سبيل تطورهم وتطور المجتمع لأنهم أساس المجتمع وعدم النظر إليهم على انهم صغار. هم صغار بأعمارهم ولكنهم كبار بفكرهم ودافعيتهم وقدرتهم على استقبال أكبر قدر ممكن من المعرفة وصنعها واكتشافها وحل قضايا كثيرة، ويقومون بذلك بحب وشغف كبير وهنا يأتي دورنا بان نوجههم للصح من خلال اعطائهم الفرصة للتجريب حتى لو اخطأوا لأنهم سيتعلمون الصواب من الخطأ ولن ينسوه ابدا بالعكس سيكون دافع لديهم لطرح سؤال جديد ومحاولة الإجابة عنه.