منذ امتهنت عملي كمعلمة، لاحظت وجود مشكلة عامة وكبيرة ألا وهي تركيز معظم المعلمين على استخدام أسلوب التلقين الذي يعتمد على سكب المعلومات، وما على المتعلم إلا حفظها للامتحانات وبعدها تتسرب وتتبخر، في حين أن الدراسات التربوية وخاصة في مجال تعليم الأطفال تؤكد أن الأطفال يتحسن تعلمهم حينما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها، ومن خلال خبرتي الطويلة في التدريس (18 سنة) عانيت كثيرا من أسلوب التلقين والاعتماد على التعليم التقليدي بسبب ضغط المنهاج وقلة الوقت المتاح لكل درس، وبخاصة في تدريس الطالبات الضرب والقسمة وكان لابد للبحث عن وسيلة أو استراتيجية تساعدني وتدعمني في مساعدة الطالبات لحفظ جدول الضرب الذي بدونه لاتستطيع الطالبة اتقان مهارات الضرب والقسمة، لذلك البرنامج التدريبي بالنسبة لي فرصة هائلة لتعريفي بالاستراتيجيات العديدة التي يمكن أن أستخدمها في تطوير التدريس والتقييم، ولفت انتباهي بقوة ضمن هذه الإستراتيجيات التعلم باللعب، لذلك عزمت على أن استخدمها في مساعدة الطالبات في حفظ جدول الضرب، وأن أخضع هذه التجربة للبحث لأتأكد من نتائجها.
ومن خلال ما سبق جاءت هذه الدراسة للإجابة على السؤال التالي: ما فاعلية الألعاب التربوية في تدريس طلبة الصف الرابع الضرب؟
حيث قمت بتصميم مادة تعليمية حسب التعلم باللعب ضمن مادة الضرب من كتاب الرياضيات للصف الرابع للفصل الدراسي الثاني 2016/2017م وهي المادة التي سوف يتم دراستها من قبل الطلاب اثناء فترة تنفيذ التجربة.
وقد توصلت من خلال البحث والتجربة إلى وجود فروق بين المتوسط الحسابي للاختبار القبلي والاختبار البعدي لصالح الاختبار البعدي، للمجموعتين الضابطة والتجريبية، ولكن تأثرت المجموعة التجريبية أكثر من الضابطة إذ كان المتوسط الحسابي لعلامات الطالبات (11.4) وأصبح في الاختبار البعدي (14.85) وهذا يدل على فاعلية الألعاب التربوية في تدريس طلبة الصف الرابع الضرب.
لذلك فقد عقدت العزم على استخدام استراتيجية اللعب في طريقة تدريسي في السنوات المقبلة، كذلك التنوع في استخدام استراتيجيات أخرى للرقي بالتعليم والتعلم لما رأيته من الأثر الكبير والايجابي في تجاوب الطالبات لهذه الاستراتيجية وخلق جو من المرح والمتعة في أثُناء عرض المادة التعليمية وفي إخراج التعليم من أسلوب التلقين والأسلوب التقليدي إلى أسلوب جديد بعيدا عن الروتين والتلقين و أتمنى أن تقدم وزارة التربية والتعليم دورات للمعلمين أكثر تخصصا في تصميم واستخدام الألعاب التربوية و توفير الفرصة لتبادل الخبرات المناسبة للطلبة والتي تتفق مع المناهج الدراسية.